خـــــــفـــــقـــــــه قـــــــلــــــــبـــــــــي

التقيتهما... كأجمل ما يكون اللقاء

كانت وردة ندية تحمل حمرة الغربة في وجنتيها

وتنثر الجمان على شفتيها

وكان بركانا من الآلام

يطوي في صوته آلاف المحن

وقد خضب راحتيه بلون الدم


كلاهما كان يرتدي الأحمر

كل على طريقته

كلاهما كان يبحث عن صدق الشعور

وأينعت الأيام ..طرق باب قلبها

فانتشى الجوري في حديقتها

وهزتها من رياح الشام صبابة

ولفه من البعد سحابة

غدا لها ساقية ترتوي بأحلامه

ومتكأ ً لآمال نمت على ضفاف الهاوية

وبدت له سوسنة تنام في حدقتيه

حتى إذا ما جن المساء

أطبق على الحلم السعيد جفنيه

وما بينهما أميال وأميال

تختصرها همسة شوق واحدة

وتبتل إلى المولى أن يقترب الجسد

كما اقتربت الأرواح...

رأيته يهمس لها بصدق :

كلما اشتقت إليك


...وجدتك في عيوني...


دفء قلبك يغمرني


رقة شعورك تأسرني

وكلما أقحم الزمان في ذاكرتي

غصة وجدت ابتسامتك وحدها

تنزع كل أشواكي.وتمحو عار الآلام

عن حياتي

ورأيتها ترنو إليه من خلف الهضاب

تفتش في بقايا جرحه عن بلسم

كان له طعم الحب ذات يوم

وتطلق العنان لخيالها

أن تتوسد ذراعه يوماً

ومعاً يقبلان أرض الوطن


كان الصدق

الذي لا يخبو مع الزمن

رأيت الشوق يسبح في العيون

ويغزو الجفون الحالمة آثار السكون

منذراً بوابل من المطر على دروب مقفرة

ليس فيها من أحد سواهما

لتكون مظلته ويكون معطفها

ليكونا سنديانتين تتحديان

الريح والبعد

و

الليل والزمن


لأجلهما


لأجل الذين


لا زالت تنمو في حقولهم حشائش الوجدان


لأجل الذين

استبيحت أحلامهم خلف المحيطات


لأجل الذين

استسلمت راياتهم لرياح الشوق



لأجل الذين

لم تستطع رياح الغربة أن تمزق أشرعة ودهم


لأجلهم كلهم


خفقة قلب

وهمسة حب